افرازات الاتفاقية

عمران العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 08:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في كل مرحلة من مراحل العملية السياسية في العراق ومع كل ملف يطرح لغرض النقاش تبرز مجموعة من الافرازات لتغطي المشهد السياسي وغالبا مايتم التعامل مع هذه الملفات بطرق تؤدي الى ترحيلها دون اللجوء الى مواجهتها والدخول في صلب المشكلة لغرض ايجاد العلاجات التامة بل كل مايجري كان اعطاء بعض الجرعات لغرض التهدئة وبين هذا وذاك كانت تمرر الكثير من القضايا بطريقة الصفقة السياسية والتي تعني مسبقا عدم قناعة هذا الطرف او ذاك بما صوت عليه بل يصل الحال بأنه سيعترض عليه في اول لحظات التنفيذ وبذلك كان اسلوب الابتعاد عن المواجهة احدى سمات العمل السياسي في العراق .
ومع كل هذا لم يعد السياسيون عدتهم للحظات المواجهة الحقيقية بالرغم من خطورة الموقف ،وهنا نقصد بالمواجهة هي تلك اللحظات التي تتطلب القدرة في الولوج الى المصارحة الحقيقية .
اليوم نحن امام اهم الملفات على الساحة العراقية وهذه الاهمية تأتي من افرازات هذا الملف الذي اثار جملة تساؤلات لاتتعلق بذاته بل تتعلق بمجمل الوضع العراقي لما بعد الاتفاقية وكان اصعب الاسئلة تلك واكثرها ايلاما هوسؤال البحث عن ضمانات القدرة على التعايش بين العراقيين انفسهم والذي بين وبشكل واضح ازمة الثقة التي نعيشها في مرحلتنا السياسية والتي لم تتمكن الفترة السابقة من اذابة الجليد المتراكم عليها بالرغم من توصيفات( الربيع السياسي العراقي) الذي على مايبدو لم يصمد كثيرا ، فملف الاتفاقية كشف عن شرخ كبيرفي العملية السياسية وبرز الى السطح ماكان مسكوت عنه في الفترة السابقة حتى بين المكونات السياسية التي كانت تمتلك رؤى مشتركة في بعض المواضيع وكان ذلك واضحا في تعبيرات العديد من اعضاء البرلمان حتى برز صوت البحث عن ضمانات مابعد الانسحاب وحينها بدى ان الضامن الامريكي الموصوف لدى البعض بـ ( المحتل) هو الافضل .
قد يسدل الستار على هذا الملف بدون القدرة على ايجاد الحلول المطلوبة وهو ما متوقع ولكنه لابد ان يكون مفتاحا واختبارا لقدرة السياسيين على المصارحة الحقيقية والجلوس الى طاولة تتكشف عليها كل النقاط الخلافية وبتفاصيلها والابتعاد عن لغة المجاملات والارتكان الى الحلول الدائمية للمشاكل العالقة .
الملفات المركونة الاخرى ستفتح صراعات جديدة والمرحلة الحالية هي الاكثر حساسية ولاتتحمل طرائق العمل السياسي السابقة المبنية على التراضي الهش بل المطلوب كما يقال في المصطلح ( وضع النقاط على الحروف) وليس لغة التهوين من المشاكل واكبرها تلك المشاكل هي المتعلقة بأزمة الثقة التي لم تستطع جلسات المجاملات من فك الالتباس عنها حتى استشرت بشكلها الذي اعلن عنه في جلسات مجلس النواب الاخيرة .

#عمران_العبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات