قصيدة نثر

علي سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2476 - 2008 / 11 / 25 - 09:05
المحور: الادب والفن
    

يصحو جاري في الوقت المناسب
قد يتأخر أحياناً عن العمل
لكنة لاينسى أن يتصل أبداً
ليوضح سبب التأخير

أصحو أنا
وفي فمي طعم آخر هزيمة
متأخر دوماً
وبلا عمل
وليس هناك من أخابرة
لتوضيح سبب التأخير .

يطبع جاري قبلة باردة
على خد زوجتة الباردة
ويذهب للعمل
أو يأخذ الأطفال الى المدرسة
حسب الجدول المرسوم لة هذا اليوم

أطبع أنا قبلة حارة
في الحلم
على خد حبيبة
غابرة
ثم أجلس في التواليت
أستغل حالة القبض الأبدية لدي
لأفكر
بآخر كلمات
قالها أخي
قبل أن تطير أشلائة
قبل أسبوع
نحو السماء ،
لاتدير بال
دير بالك على نفسك .

يقلق جاري
لأنة نسي اليوم
أن يبعث لأمة الطيبة
كارت تهنئة
بعيد ميلادها السبعين

أقلق أنا
لأنهم جرفوا اليوم
قبر أمي
لفتح طريق جديد
في وادي السلام .

يسافر جاري
بالبطاقة فقط
يقف في الطابور
مثلي
الحقيبة بيد
وأبنتة الجميلة
البريئة
بيد أخرى
وبطاقة الهوية
بين أسنانة
ثم يتجة نحو حانوت الخمور
تشيعة الأبتسامات
والأمنيات
بطيب الاقامة .

أقف أنا مثلة
في الطابور
بيدي جواز سفر
لايشبهني
وبعد ثلاث ساعات
من التحقيق
أتجة نحو حانوت الخمور
تشيعني الكاميرات
وعيون الشرطة السرية .

يشتم جاري
أحياناً
حكومتة
علناً
لأنها رفعت الضريبة
تسقط الحكومة
في الصباح .

أشتم حكومتي بالتلفون
دوماً
لأن أصدقائي بلا مأوى
يقول أخي
اخفض صوتك
أيها المارق .

تمرض ابنة جاري الشقراء الجميلة
لا يذهب جاري بها الى مكان عبادتة
يذهب الى المستشفى
لأنة المكان المناسب
ولايصلي من أجلها غالباً
لاحاجة لجاري بالصلاة دائماً
أنة رجل مشغول
وربة قد ضمن لة النعيم في الآخرة
لأنة رب متسامح
ولايهتم بالشكليات كثيراً
مجرد الأعتراف بة يكفي .

يمرض أخي
وبعد أن يأسوا منة
قالوا في آخر مكالمة
من المستشفى
صلي من أجلة
حسب وصية الأطباء !

يقول جاري عندما يسكر
ويجاملني
ألهنا واحد
أقول عندما أذهب لأتبول
هذا غير ممكن .

أحدث جاري عن جيفارا والحسين
يشعر بالملل
يريد أن يشاهد من سيربح المليون
يريد أن يستمتع بهذة الاستراحة
انة رجل مشغول
وقتة ثمين
وغداً سيذهب للعمل

أفكر
أنة غبي
يفكر بغد فقط
ولايقدر قيمة التاريخ

في الليل
عندما آوي الى مرحاضي
كصرصار
أفكر
من منا الغبي حقاً ؟
علي سالم

#علي_سالم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات