أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - المالكي والاتفاقية، دلع بنات غير مبرر














المزيد.....


المالكي والاتفاقية، دلع بنات غير مبرر


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2463 - 2008 / 11 / 12 - 04:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا اصدق ان الادارة الامريكية التي تنفق "دم قلبها" على حماية المنطقة الخضراء، وتحافظ على جريان الدم في عروق السيد المالكي بالتحديد، تقف عاجزة عن اقناعه بتوقيع الاتفاقية.
ولا اصدق ان تمنع السيد المالكي هو الاخر، بين "اوقع لوما اوقع" هو علامة تحدي، او استقلالية في اتخاذ القرار السياسي.
فالاتفاقية الامنية تقع في صلب الستراتيجية الامريكية للسيطرة على منطقة غرب اسيا، وهذه المصالح العليا، بمثل هذه الدرجة من الاهمية والحساسية، لا يتهاون معها اليانكي ذو القبضة الفولاذية، المعروف بغلاضة الاماتادور، وصبر الرعاة، ابدا.
لذلك ارى، ان من يصدق لعبة التمنع والدلع التي يتمايع بها البعض من السياسيين، الشيعة على وجه التحديد، فانه يعاني من سطحية في تحليل وتفكيك الحقائق الناصعة.
فلا الامريكان على استعداد للدخول في نقاش وجدال مع احد محمييهم، في امر "كان محتوما"، ولا السيد المالكي على قدر من الشجاعة ليترك كرسي الوزارة لرئيس اخر، وان الطرفين على وفاق واتفاق تام، يتحرق كل منهما لساعة التوقيع، امام الملاء. فلماذا اذا، هذا التراخي من قبل الامريكان، والدلع من قبل المالكي؟ لماذا هذا الجر والمط والتاخير، وما الجدوى من مسرحية يعرف الجميع نتيجتها سلفا؟ وهي البصم بالعشرة؟

من الشروط غير المعلنة، التي يجب ان تتوفر على حاشية الاتفاقية، هو ان يكون رئيس الوزراء العراقي، الذي يوقعها، على قدر من الوطنية، ويتمتع بقاعدة شعبية تكون ملحوظة. والا فان الاتفاقية برمتها ستفقد المصداقية في نظر العالم. ولن يراها سوى املاء شروط من قبل المحتل، اشبه باتفاقية صفوان بعد اندحار الجيش العراقي في الكويت عام 1991.
ولهذا فان فترة التوقيع بحاجة ماسة الى الجدل والتجاذب الشكلي هذا بين المالكي والامريكان، وهذه تشكل مرحلة ضرورية جدا من مراحل صياغة الاتفاقية، وتمريرها، ينال خلالها السيد المالكي رضا الاجماع الوطني، وتكتسب الاتفاقية، بعد توقيعها، صفة الندية والاتزان المطلوب، كاتفاقية دولية يمكن ان تستنسخ في اماكن اخرى من العالم.

وقد بدأت مقدمات تأهيل الرجل، واكسائه حلة الوطنية، منذ سبعة شهور على الاقل، منذ الحملة التي شنها الجيش العراقي على البصرة، في اواخر مارس من هذا العام، وافرد الاعلام دورا رئيسيا لشخص المالكي في قيادتها، ولم تكن تستهدف القضاء على ميليشيات جيش المهدي، كما اتضح لاحقا، بل لاعطاءه صورة الرجل الحديدي القادر على فرض هيبة الدولة، فقط.
وقد انساق الكثير من المثقفين، المناوئين للتيار الصدري، الى تمجيد دور الرجل، في خطوته الاستعراضية تلك، دون تفكير معمق.

انتقل بعدها الى عملية بشائر الخير في ديالى، فافتعل ازمة مع التحالف الكردستاني في خانقين وجلولاء والسعدية، وهنا لعب الكثير من المثقفين ايضا، المؤيدين للتيارات القومية، ونصف البعثية على وجه الخصوص، دورا مبالغا فيه في اضفاء حلة الوطنية الفائضة على الرجل دون ان يعوا حقيقة الدوافع الكامنة من وراء تلك الخطوة غير المنسجمة مع سياقها التاريخي.
وبدى المالكي بعد ذلك، بمظهر الرجل الاكثر حرصا على السيادة العراقية، وهذا هو المطلوب.

عملية ام الربيعين هي الاخرى ساهمت، عن طريق الباقي من المثقفين، المناوئين لتيار القاعدة، في استكمال الصورة، والدمغة الاعلامية لهذه الشخصية، التي اريد لها ان تكون كارزمية بامتياز.

ولم يعي هؤلاء المثقفون ان هالة الوطنية ليست سوى حاجة امريكية بالدرجة الاساس، هدفها تاهيل رئيس وزراء عراقي، يخضع لاجندتهم، من اجل توقيع اتفاقية في غاية الاهمية والحساسية لهم.

الانكى ان التراخي الامريكي، والعنتكة العراقية، اليوم، اي مرحلة تجاذبات ما قبل التوقيع، التي يمثلها الطرفان على شاشة المنطقة الخضراء، ينظر لها البعض على انها مصارعة، ولي اذرع متكافئة، بين فيل امريكي ضعيف، ونملة عراقية قوية.

نعم، هكذا فقط يمكن ان تجري الامور في نصابها، كما هو مرسوم، ومهندس لها. نفخ في وطنية المالكي، وتسمين شخصيته بالشعارات الدسمة حتى تحين الفاتحة، الصباحية الموعودة، على طاولة التوقيع، حين يسلم الكاوبوي الامريكي للمالكي قلما، وهو يقول له، بغلاضة، كفى... دلع بنات.




#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامريكيون عنصريون ونحن لا
- جحوش المسيحيين جزء من الكارثة
- استخفافا بدماء الشهداء المسيحيين...
- العراق: رائحة حرائق قومية في المطبخ الامريكي
- انا المؤمن، ورجل الدين هو الكافر
- فشل الاسلام السياسي في حل المشاكل القومية
- بشائر الشر
- الماكي وعروبة قرة تبه
- الخونة الاكراد... الاكراد الخونة
- هل يزور المالكي مخيم المسفرين الكورد في ازنا
- صرخة جريح في اعماق بئر
- مشاهدات عبد الكريم كاصد في المدينة الفاضلة
- كركوك صعبة وفهمناها!
- ألو.. ناصرية..؟
- لا تحرقوا كركوك
- الشهرستاني يسوق النفط الكردستاني
- مجانين تركيا وارهاب نوري المالكي
- واتفق العرب واسرائيل... حول الاكراد
- وللأنثى مثل حظ الذكرين
- حكومة كوردستان مطالبة ب


المزيد.....




- إليسا تحتفي بنجاح أغنية تتر مسلسل -وتقابل حبيب-
- أصغرهم الرضيعة -نيفين- ذات الـ6 أشهر.. وصول أولى دفعات أطفال ...
- وسط تصاعد اهتمام ترامب بمعادن أوكرانيا النادرة.. لوكاشينكو ي ...
- الصين تفتتح الدورة السنوية لأعلى هيئة استشارية سياسية بحضور ...
- وزير خارجية مصر يعلن التوافق على أسماء قادة اللجنة المسؤولة ...
- رفض عربي لمخططات تهجير سكان غزة
- زلابية بوفاريك..حلوى الجزائريين في رمضان
- وزير التجارة الأمريكي: ترامب لا يستبعد الحلول الوسط مع كندا ...
- هيئة مكافحة الإرهاب في داغستان تعلن التصدي لمجموعة خارجة عن ...
- روبيو يبحث مع نتنياهو وقف إطلاق النار في غزة ومواجهة إيران


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - المالكي والاتفاقية، دلع بنات غير مبرر