أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - أس مأساتنا زيارات تسول البترودولار السعودي














المزيد.....


أس مأساتنا زيارات تسول البترودولار السعودي


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2462 - 2008 / 11 / 11 - 01:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


زيارة التسول التي قام بها الرئيس الباكستاني هذا الشهر ، نوفمبر 2008 ، لإقطاعية آل سعود بالجزيرة العربية هي خير تمثيل لتأثير البترودولار السعودي على السياسة الإقليمية .
مصادر الأنباء العالمية أعلنت أن سبب الزيارة هو حاجة باكستان العاجلة لمبلغ خمسة مليارات من الدولارات في وقت قصير ، فالزيارة كما بدأت المقال زيارة تسول ، و لكن لا يمكن إلقاء اللوم على الرئيس الباكستاني الحالي ، فهو جديد في منصبه ، و لم يسبق له شخصيا أن تولى هذا المنصب ، كما إنه ورث تركة مثقلة بالمتاعب ، و لا ضرورة لأن نوجه كل اللوم للدكتاتور العسكري مشرف ، فهو و إن كان سبب ، إلا إنه ليس الوحيد ، فقد سبقه حكام عسكريين و مدنيين فاسدين ، توالوا على حكم باكستان ، إنما اللوم يقع - في الأساس - على الشعب الباكستاني الذي ترك بلاده تنحدر لهذا المصير ، و لا عذر للشعب الباكستاني ، لأن شقيقه الهندي لا يسمح لأحد بإلتماس الأعذار ، فأين باكستان من الهند في كل ميدان ، مع مراعاة أن الكثير من أسباب عدم الإستقرار في الهند ورائها أصابع باكستانية رسمية ؟؟؟
لا شك في أن الزيارة ستؤدي بعض غرضها ، و لن يُرد الرئيس الباكستاني خائبا ، و سيتكرم آل سعود بمنح بعض المال ، و هنا لنا أن نسأل :
هل هناك متسول حر ؟
أليست اليد العليا هي الأقوى و الأكثر تأثيرا من اليد السفلى ؟
آل سعود ، مثلهم مثل أي مانح سيطلبون الثمن ، و الثمن السعودي يختلف عن أي ثمن أخر .
إنه ثمن باهظ .
إنه إقتلاع الشعوب من هويتها .
إنه ربط الشعوب بسلسلة العبودية لآل سعود .
الثمن السعودي دائما يعني أن تُسلم السلطات في كل بلد تتلقى البترودولار السعودي مفاتيح الميدان الثقافي و الإجتماعي و حتى السياسي المحلي لوكلاء آل سعود .
رأينا ذلك خلال الفترة الأخيرة من حكم مشرف ، حين كان آل سعود هم الملجأ لكل أطراف الأزمة الباكستانية ، قبيل إستعادة الديمقراطية ، و اليوم نشهد بقاء السيطرة السعودية - عدوة الحرية - على باكستان الديمقراطية ، بسبب حالة الفقر التي أدخل فيها الشعب الباكستاني نفسه .
لهذا إنخفاض أسعار البترول على المستوى العالمي كله فوائد لنا ، نحن الشعوب المبتلية بأنظمة ديكتاتورية فاسدة مدعومة سعوديا .
إنخفاض أسعار البترول سيقيد يد آل سعود ، و سيحد من مكانتهم كلاعب إقليمي مهيمن ، خاصة مع تفاقم معاناة العديد من شرائح المجتمع السعودي ، و التي لم تحس بأنها إستفادت من الفورة البترولية الأخيرة ، و الكثير منها يعيش على الإحسان الرسمي و الأهلي .
مصر اليوم ثمانين مليون نسمة و يزيد ، و لم تعد ثلاثمائة مليون دولار تكفي لإنقاذ الوضع ، كما كان الحال في أواخر الثمانينات ، حين تفضل كبير سعود أنذاك ، فهد بن عبد العزيز ، بمنح نظام مبارك ذلك المبلغ ، في وقت كانت الأزمة المالية المصرية في أشدها ، فأسهم في إنقاذه ، و إن كان تسلم الثمن ، أو ما نراه اليوم من تسليم رقبة مصر لآل سعود .
آل مبارك و بقية أعضاء الطبقة الحاكمة ، لن يستطيعوا أن يسدوا العجز المتزايد ، ذلك العجز الناتج عن تتضاؤل الوارد من البترودولارات السعودية للخزانة المصرية ، فتعداد مصر الذي تعدى الثمانين مليون سيضع حسابات آل مبارك بالخارج في خطر لو إستمر الوضع على ما هو عليه ، و سيصبح على آل مبارك أن يختاروا بين حساباتهم و كراسيهم .
الشريان السعودي مع إستمرار بقاء أسعار النفط في مستويات متدنية ، سيصاب كل يوم بالضيق و التصلب ، و بالتالي فعلى الأنظمة التي تعتمد في حياتها على هذا الشريان أن تتوقع فترة عسيرة من المتاعب .
إستمرار إنخفاض أسعار النفط سيحررنا من سلسلة العبودية التي تربطنا بآل مبارك و آل سعود .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل فرض أي رقابة حوارية ، ما هو اليسار أولاً ؟
- أوباما المصري قبطي أو نوبي ، و أوباما الخليجي من أصل أفريقي
- نموذجنا هو ثورة التأسيس 1805 ، لا ثورة التأكيد 1919 ، لأن مص ...
- خروج الشعب للثورة هو إستفتاء يمنح الشرعية للثورة ، و يسبغ ال ...
- السطو السعودي على التسامح الأندلسي ، و سكوتنا المخزي
- إنها حرب ثقافية بين نجد و النيل ، و المواجهة لابد منها
- روسيا بوتين ليست نصيرة الفقراء و المضطهدين و التائقين للحرية
- مصارف أمريكا أفرطت ، و مصارف مصر تمتنع و تحابي
- مصارف الخارج أفرطت في أداء وظيفتها ، و مصارف مصر تمتنع و تحا ...
- إلى الإتحاد الأوروبي : أقطع المفاوضات ، و أبدأ في العقوبات
- ليكن النضال شاق و طويل ، و لكن بنيان الجمهورية الثانية قوي و ...
- ضرورة إتفاقية دولية لحماية زوار كل الأماكن المقدسة
- المستقبل للتقدمية ، أي الرأسمالية الضميرية ، أو الطريق الثال ...
- القضية الأندلسية يا سادة يا أوصياء لها أصحاب
- في قضية الجلف الكبير ، الكذب على العالم ضحى
- في قضية هضبة الجلف الكبير ، الكذب على العالم ضحى
- لن أغير رأيي بسبب شهرين
- علم الوراثة الجينية يثبت أن العرب و بني إسرائيل من أصل واحد
- إمتدادات الإخوان المسلمين الخارجية تمنعهم من قيادة التغيير ا ...
- دلالات طلبهم منا الإنتظار ، السلطة خائفة


المزيد.....




- قائد حرس الثورة الاسلامية يستقبل أمين عام حركة الجهاد الاسلا ...
- الاحتلال يفجر منازل في سلفيت ونابلس وإحدى آلياته تصدم مركبة ...
- بابا الفاتيكان يغادر سرير المستشفى
- تثبيت تردد قناة طيور الجنة شهر رمضان 2025 بأحلى أغاني لطفلك ...
- الرئيس الايراني بزشكيان يستقبل أمين عام حركة الجهاد الاسلامي ...
- الرئيس بزشكيان: على الدول الإسلامية أن تعمل معا لإعادة إعمار ...
- أكمل الدين إحسان أوغلو لـ الشروق: تعزيز الشعور بالانتماء أكب ...
- من بابا الفاتيكان المقبل؟ هؤلاء أبرز الكرادلة المحتملين لخلا ...
- قائد حرس الثورة اللواء سلامي يستقبل أمين عام الجهاد الاسلامي ...
- أفضل تطبيقات إسلامية بدون انترنت لرمضان 2025 ???? قرآن وأدعي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - أس مأساتنا زيارات تسول البترودولار السعودي