أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عزيز العرباوي - الاتحاد الاشتراكي من النضال إلى المداهنة














المزيد.....


الاتحاد الاشتراكي من النضال إلى المداهنة


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2315 - 2008 / 6 / 17 - 10:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


قريبا سنرى حزبا جديدا مخالفا لما رأينا عليه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلال عقود من الزمن مرٌ فيها بالكثير من الأحداث التي كانت وقودها أو العكس . حيث أنه عاش أكبر مدة من حياته السياسية في معارضة نظام الحسن الثاني رحمه الله عرفت فيها العلاقة بين الحزب والنظام الكثير من المد والجزر ، بل عاشت على شفا حفرة من الوصول إلى الاصطدام الذي يؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي . في هذه الفترة بالذات كان الحزب يتبنى بالمطلق مطالب القوات الشعبية ويدافع عنها ، بل ضحى بالعديد من كوادره ونخبه الكبيرة من أجل هذه المطالب في المنفى أو في سجون المملكة . في هذه الفترة بالذات استطاع الحزب أن يكسب تعاطف الشعب المغربي واحترام الشعوب في العالم كله . في هذه الفترة الطويلة نسبيا تمكن الحزب من خلق فلسفة جديدة للنضال السياسي المحترم لانتزاع الحقوق المشروعة لكل فئات الشعب المغربي .

إن الواجب يحتم علينا أن نذكر هذه الجوانب المضيئة من مسار الحزب التي غيرت الخريطة السياسية بالمغرب ، ولولا مناضلي الحزب وأحزاب وحركات يسارية أخرى ساهمت في هذا النضال لما كان المغرب يعيش بعض مظاهر الحرية والديمقراطية التي لن تكتمل إلا بالنضال والعمل . ولذلك فهذه المقدمة تعتبر توطئة لما سنتحدث عنه في هذا المقال ، فأحوال حزب الاتحاد الاشتراكي اليوم اختلفت كثيرا عن ما كانت عليه في زمن النضال ومعارضة النظام . ونخبه اليوم أصبحت كالبلابل في تغريدها وكالحمائم في هديلها وهي تمارس التصريحات وما يسمى جزافا النضال السياسي . وقواعده أصبحت ضعيفة وغير مسيسة كما كانت من قبل تعد بالآلاف وكلها كانت قادرة على النضال والتسيير والتنظير والتفكير . وأما انضمامه إلى جوقة الحكم منذ تأسيس أول حكومة للتناوب على يد عبد الرحمان اليوسفي فهو عمل جلب له المهانة والضعف والتراجع واللامبالاة من طرف المجتمع المغربي . هذه هي حقيقة الاتحاد الاشتراكي اليوم وأمس .

نشاهد هذه الأيام معركة ساخنة لعقد مؤتمر جديد للحزب وانتخاب قيادة جديدة بعد استقالة الكاتب الأول للحزب محمد اليازغي منذ شهور نتيجة لضغوط من المكتب السياسي اتهمه فيها بعدم قدرته ونجاحه على تحقيق أهداف الحزب في المشاركة في حكومة عباس الفاسي التي ولدت بعملية قيصرية . ونشاهد حمية من البعض في تقديم لوائحهم وبرامجهم السياسية لقيادة الحزب ، هؤلاء الذين كانوا إلى عهد قريب مساهمين في تراجع الحزب وفقدان قوته السياسية والاجتماعية . هؤلاء الذين ساهموا بالفعل وبالقرار في تهميش الحزب عندما كانوا على رأس مسؤولياتهم الحكومية وهم يتخذون قرارات ضد فلسفة الحزب ومبادئه الاشتراكية . هؤلاء الذين يريدون اليوم أن يقودوا حزبا شائخا فاقدا للسيطرة على نفسه ثملا سكرانا منتشيا بالخسارة الأخيرة في انتخابات 2007 . هؤلاء الذين لا يستطيعون أن يفرضوا رأيهم على أصغر موظف عندهم ولا يستطيعون أن يردوا على انتقادات موجهة إليهم في الصحافة أو في بعض الملتقيات هنا أو هناك . فكيف لهم أن يقودوا حزبا بهذه المواصفات التي لا يستطيع من يتصف بها أن يتحكم في أسرته الصغيرة فبالأحرى حزبا سياسيا .

لقد دخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منعطفا جديدا استطاع من خلاله أن يرسم مسارا مختلفا عن الذي كان يسير فيه ، وهو مهادنة النظام المغربي المخزني والتموقع تحت جناحه ، بحيث تنازل عن العديد من المطالب كإصلاح الدستور المغربي ومحاسبة المسؤولين عن ماضي الانتهاكات لحقوق الإنسان الذي ذاق فيها الحزب الكثير من العذابات ، وكذلك التنازل عن العديد من القناعات الفكرية والسياسية التي كان يدافع عنها ويتميز بها ، وصار حملا وديعا تحت الحماية الرأسمالية واللبرالية العالمية .

ومن هنا أصبح الحزب يداهن كل السياسات التي تتخذها حكومة الملك ويباركها حتى ولو كانت تخالف بالمطلق قناعات الحزب السياسية والمبادئ التي بُنِيَ عليها منذ عقود . ولذلك فكل ما صار يعاني منه الحزب هو راجع إلى هذه الأسباب التي لم يضع لها حسابا .

وفي اليوم الذي نرى فيه تسابق بعض الأشخاص الذين ساهموا في هذا التراجع والتدهور للحزب يتقدمون إلى قيادته دون أن نجد من قواعد الحزب من يقف ضد هذا النزيف وضد إرادات شخصية للقيادة كانت إلى حد قريب تعمل على تدميره وهدم بنائه المتماسك ، فإننا نستغرب لهذا كثيرا . بل إننا تفاجأنا كثيرا بهذا الصمت المطبق من خلال قواعد الحزب . ثم سرعان ما وجدنا الإجابة وهي أن هذه القواعد فقدت الحس الوطني والسياسي وأصبحت تابعة للغالب والقوي داخل الحزب سواء كان نقيا أم لا . فهل بمثل هذه النخب وهذه القواعد سنبني أحزابا وطنية محـــــــــــــــــــال .....




#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزواج الالكتروني عند المغاربة وغيرهم :
- جديد إعلامنا - أفلام . تي . في . متقدرش تفتح عينيك - :
- التطور الثقافي ووسائله :
- الدغرني واحترام العمل السياسي :
- االشعر و - الشعرية - والشعير :
- - سامي الحاج - وأكاذيب أمريكا : عزيز العرباوي :
- الدولة والمجتمع وثقافة العنف :
- المنع يطال الجزيرة في الرباط :
- لماذا هذا الصمت تجاه العراق ؟
- نائب برلماني من حزب العدالة والتنمية يصف موقف وزير الاتصال ب ...
- المحرقة مسؤولية من ؟ :
- التعليم والديمقراطية المغربية :
- أنا الحرف التائه في الظمات
- - المساء - تسجل هدفا في مرمى الدولة المغربي :
- حوار مع الشاعر والكاتب المغربي عزيز العرباوي : أجراه حيدر عب ...
- من يكون ؟ :
- سلطان الشعر العربي
- وليد جنبلاط يرقص على ايقاع الحرب الأهلية :
- تهديدات باراك ومبررات العرب :
- تركيا تكرس الحريات الفردية لمواطنيها :


المزيد.....




- مهندس ألماني يحطم الرقم القياسي لأطول إقامة تحت الماء!
- القدس.. مواجهات بين المستوطنين وقوات الشرطة
- روسيا.. نتائج عمليات تطهير سواحل إقليم كراسنودار
- غواصون يفحصون مياه البحر الأسود في منطقة تحطم ناقلتي النفط
- تعزيزات عسكرية إسرائيلية جديدة تتجه نحو مدينة جنين ومخيمها
- ستة عوامل قد تكبح خطط ترامب خلال ولايته الثانية
- كيف صار الفرعون المصري محمد صلاح -تعويذة- لليفربول؟
- إندونيسيا: استئناف البحث عن مفقودين جراء الانهيارات الطينية ...
- معهد سيبري يُحذر من تعاظم دور الأسلحة النووية في التوترات ا ...
- كيف تؤثر قرارات ترامب على البيئة والمناخ عالمياً؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عزيز العرباوي - الاتحاد الاشتراكي من النضال إلى المداهنة