أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - دلور ميقري - قراصنة في بحر الإنترنيت














المزيد.....


قراصنة في بحر الإنترنيت


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 2265 - 2008 / 4 / 28 - 10:57
المحور: الصحافة والاعلام
    



كما ترمى شبكة صيّاد في لجة البحر ، فتخرج من ثمّ مُحمّلة ً بصيد كريم ، أو بخيبة من فضلات مُهملة ؛ كذلك هوَ عالم شبكة الإنترنيت ، فيه الغث والسمين . على أنّ المسألة هنا ، لا تتعلق بالجيّد ، أو السيء ، من الأعمال المكتوبة على أثير شاشة الكومبيوتر ، وإنما بإنتحال البعض لأعمال الآخرين ، ووسمها ببساطة بإسمائهم ودونما رادع من ضمير أو مسؤولية . تشديدي على المفردة الأخيرة ، مبعثه أنّ حقل الإنترنيت ما فتأ مباحاً لكلّ من هبّ ودبّ ، ينتهب ما يحلو له من مواد منشورة ، غير آبه لخطورة ما يفعله ، أخلاقياً ، ما دام على بيّنة من إنعدام المساءلة ، قانونياً .

مناسبة الحديث ، ما كان من دهشتي ، حينما حركتُ سهم " غوغل " على مقالة لي ، فنية ، نشرتها في بعض مواقع الإنترنيت ، مؤخراً . مقالتي هذه ، كانت ْ إذاً قد ظهرت تحت عنوان : " النصّ والسينما : الكرنك لعلي بدرخان " . ففي صباح هذا اليوم ، ( الجمعة 25 ابريل / نيسان 2008 ) ، طالعني المقال نفسه منشوراً في صحيفة " الثورة " اليمنية ، الرسمية ، منعوتاً بعنوان محوّر بشكل طفيف : " النصّ والسينما .. في فيلم " الكرنك " للمخرج الكبير علي بدرخان " . وتحت العنوان ظهرَ إسمُ كاتبٍ وحيد ، على الشكل التالي : متابعة / أحمد الشرفي .. ! فيما متن المقال المنحول ، جميعاً ، مُطابق لمقالي لأصل وبلا أيّ تعديل . ولو أنّ إسقاط إسمي ، المتواضع ، كان سهواً في صفحة " المتابعة " ـ كذا ، لكان حرياً بالناشر ، المحترم ، ألا ينسى كتابة مصدر المقالة ؛ كما هيَ الأصول المتبعة ـ أو المفترض أنها كذلك ـ في عالم الإنترنيت !

الصديق حميد كشكولي ، الذي يحرر الصفحة الثقافية في موقع " الحوار المتمدّن " ، كان قد أخبرني ، في الأسبوع الماضي ، عن واقعة مُشابهة طرأتْ له . إذ عثرَ في " غوغل " ، العتيد ، على إحدى مقالاته المنشورة سابقا ، وقد إنتحلها أحدهم وقام ببيعها لصحيفة معروفة ، قطرية ! المقالة المعنية ، كانت عن شاعرة كلاسيكية ، من كردستان الإيرانية ، ؛ هيَ الأميرة " ماه شرف خان " ، تضمنتْ ترجمة لقصائدها عن اللغتين الكردية والفارسية . صديقي هذا ، شاعرٌ بدوره وضليع بهاتين اللغتين ، ولديه عدد كبير من الترجمات عنهما ، منشورة في مختلف الصحف وصفحات الإنترنيت . وعلى أيّ حال ، فإنه بادر للإتصال بالصحيفة تلك ، القطرية ، ووضع مسؤوليها في صورة المسألة / القرصنة . وقد أجابوه من ثمّ بأن طلبوا منه المقال الأصل ، واعدين إياه بأنهم سيحترمون حقوقه . ويبدو أنّ أسابيعَ مرّتْ دونما جواب ، وعلى الرغم من تلبية طلب الصحيفة تلك ، وما كان من الإيميلات ، المتكررة ، التي أرسلها صديقنا لها . الأدهى ، أنّ " كاتب " المقالة ، المنتحِل ، ليسَ فقط على جهل باللغة الفارسية ـ كونه من كرد سورية ـ بل وأيضاً على إسم ، شبه مجهول ، في عالمَيْ الصحافة والإنترنيت !

وقائع كتلك ، مُشابهة ، يكتظ بها عالم الإنترنيت ، بشكل خاص ، وتعرض لنا بشكل دوريّ ، حتى لقد باتتْ من " مسلمات " حياتنا الثقافية . فبفضل توفر هذه المطبعة ، البيتية ، المُسماة " كومبيوتر " ـ علاوة على ملحقها " الإنترنيت " ـ فإنّ كثيرين من الأدعياء ، البائسين ، باتوا يستسهلون إنتحال أعمال الغير ووسمها بأسمائهم ، التي ما أنزلَ بها في أيّ خريطةٍ ، جغرافية كانت أو أدبية ! وعندي ، أنّ المسؤولية ، أخلاقيا وقانونيا ، إنما يتحمّلها بالدرجة الاولى محررو الصحف ومواقع النيت ؛ هم المُفترض بهم إمتلاك رقابة ، يقظة ، على كلّ ما يرد إليهم من مقالات وترجمات وأشعار ، وغير ذلك من مواد ثقافية . خصوصاً ، انّ القرصنة الآن أضحتْ أسهلَ منالاً ، وما على المُنتحل إلا أن يعمد إلى طرقة هيّنة على سهم المؤشر ، لتكون المادة المطلوبة تحت تصرفه ، يفعل بها ما يشاء تنويعاً أو تحويراً أو حتى نسخاً ! أما لو أننا هنا ، في المشرق ، كما في الغرب ، المتحضر ، لدينا ضوابط للنشر ـ قانونية بشكل أساس ـ فإنّ المنتحل لا بدّ ان يتردد كثيراً قبل الإقدام على فعلته ، الخرقاء ، متفكرا قبل كل شيء بالعواقب المحتملة .

Dilor7@hotmail.com



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقاليمٌ مُنجّمة 6
- النصّ والسينما : - كرنك - علي بدرخان
- أقاليمٌ مُنجّمة 5
- أقاليمٌ مُنجّمة 4
- كما كبريتكِ الأحمَر ، كما سَيفكِ الرومانيّ
- أقاليمٌ مُنجّمة 3
- أقاليمٌ مُنجّمة 2
- آية إشراق لنبيّ غارب ٍ
- أقاليمٌ مُنجّمة *
- مَناسكٌ نرجسيّة 6
- سطوٌ على المنزل الأول
- مَناسكً نرجسيّة 5
- القبلة المنقذة في فيلم للأطفال
- مَناسكٌ نرجسيّة 4
- من جسر ثورا إلى عين الخضرة
- مَناسكٌ نرجسيّة 3
- مَناسكٌ نرجسيّة 2
- مَناسكٌ نرجسيّة *
- دعاء الكروان : تحفة الفن السابع
- ميرَاثٌ مَلعون 5


المزيد.....




- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- تقارير تتحدث عن اشتباك بين ماسك وروبيو وترامب ينفي
- سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق عدة في جنوب لبنان
- الوزاري الإسلامي يعتمد الخطة العربية لإعمار غزة ويرفض تهجير ...
- -حياتنا جنة-.. زوجان غزيان يرويان قصة تبنيهما طفلة جلبت الفر ...
- الإمارات تدين الهجمات المسلحة في الساحل السوري وتؤكد دعم دمش ...
- سانا: قوات الأمن العام تتصدى لهجوم مسلح على المشفى الوطني با ...
- ترامب: الولايات المتحدة لن تحمي إلا حلفاءها الذين يدفعون فوا ...
- الدفاع السورية تعلن إفشال هجوم لفلول النظام السابق على قيادة ...
- بعد 13 عاما .. دمشق ترحب بقرار استعادة عضوية سوريا في منظمة ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - دلور ميقري - قراصنة في بحر الإنترنيت