العرب أمة تكفير وليست أمة تفكير

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2255 - 2008 / 4 / 18 - 11:08
المحور: كتابات ساخرة
    

فقد إعتدنا في حياتنا اليومية على رفض الآخر وتكفيره وإن لم نكفره نزدريه وإن لم نزدريه نهجره وإن لم نهجره نقطع رزقه وإن لم نقطع رزقه نقطع عنقه .
رغم أننا نؤمن أن قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق .
فكم من الأرزاق تقطع كل يوم بحجة أنها مشيئة الله.
وكم من الكذب الذي نمارسه حتى نجد عذرا نعتذر به لمن قطعنا رزقه بدل عنقه؟
هكذا تعود العرب منذ أكثر من الف وخمس مائة عام فنحن منذ ذلك التاريخ وقبله وإلى اليوم نقتل من لا يوافقنا في رأيه وندوسه بالأقدام .
نحن أمة يحثها دينها على التفكير أكثر مما يحثها على التكفير ولكن سلوكياتنا العملية غير ذلك فنحن في سلوكياتنا اليومية نكفر ولا نفكر وإن لم نكفر كاتبا نعتبره فاسدا وإن لم نعتبره فاسدا نعتبره زدنديقا أو مرتدا أو عشوائيا أو مجنونا .
فإن لم نكفر من لا يعجبنا نسجنه وإن لم نسجنه نعتبره مجنونا أو تافها المهم أننا نضع به أكثر من مليون عيب حتى نجد به في النهاية عيبا يناسب شخصيته الوراثية إن لم نجد في سلوكه شيئا يدل على إتهامنا له فإننا في النهاية نحمل فأسا ونحفر على قبر أبيه وجده حتى نجد تهمة وراثية ننسبها له .
أعتذر جدا لنفسي عن كلامي الجارح ولكن جرحي كبير يمتد على طول الخريطة العربية حين أنظر لهواة التكفير وهم يكفرون كل من لا يوافقهم الرأي.
ولست أدري لماذا نحن العرب نصر جدا على ضرورة إتباع غيرنا لنا ؟
لماذا لا نترك الناس وشأنهم ؟
لماذا لا نتركهم لهم دينهم ولنا ديننا .
إننا نتحدث عن الرحمة بديننا ولكننا حين ننظر لأنفسنا نجد أن سلوكنا ليس به رحمة وليس له صلة بالعاطفة والرومنسية .
وحين يقرأ القارىء العربي لكاتب عربي أو غير عربي نجده يسأل هل هو كافر أم مرتد أم زنديق ؟
ولا يسأل نفسه هل هو حر برأيه ومعتقده أم لاء؟
ولأننا نكره التفكير فإننا نعشق التكفير ونكره القراءة لذلك لا ندري ماذا يحدث في العالم من خلفنا .
ولأننا نكره التفكير فنحن أمة ليست لها هوية , فلا نحن مسلمون ولا نحن مسيحيون ولا نحن يهود ولا نحن براجماتيون أو ليبراليون ولا نحن شيوعيون بل نحن لهذه الأسباب تكفيريون.
وفي اللغة كفر الشيء أي ستر عليه أو ستر عنه لذلك نحن نستر ونسكت على مانرى وما لانراه بالعقل أو يعجز العقل والمنطق عن إيصاله لنا نجد أننا مضطرون لتكفيره .
فلن يغفر الله لنا حتى وإن مددنا أيدينا في جيوبنا وأخرجناها بيضاء من غير سوء.
ولن نسحر غيرنا بقصائدنا حتى وإن رمينا عصينا وأصبحت أفاعي تسعى لتلتقط ما يرمي به غيرنا علينا .
ولن يغفر لنا حتى وإن مشينا على سطح الماء.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات