أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - محنة أطفال الملاجئ العراقيين.. على من يقع اللوم؟














المزيد.....

محنة أطفال الملاجئ العراقيين.. على من يقع اللوم؟


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1959 - 2007 / 6 / 27 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المسؤول عن محنة تعريض حياة كامل أطفال أحد ملاجئ بغداد لخطر الموت؟ إهمال حكومي أم غزو/ احتلال ظالم بخس حياة العراقيين بكل الطرق المتاحة؟
صور مؤلمة تخدش المشاعر الإنسانية لأطفال وجدوا أقرب إلى الموت في ملجأ عراقي ومن قبل دورية أمريكية. كشفت هذه الجريمة عجز الحكومة المدعمة من الاحتلال الاعتناء بأكثر مواطنيها ضعفاً ورخاوة.
من السخرية أن الملجأ يحمل اسم "الحنان" في ظروف كيفية تعامله الوحشي مع أطفاله. أربعة وعشرون طفلاً في الملجأ أغلبهم معوقين يعانون من مشاكل نفسية وأعمارهم 3-15 سنة وجدوا يعانون من الجوع والإهمال حتى الموت في العاشر من هذا الشهر. منهم مربوط اليد بالسرير، ومنهم ممد على الأرض وجميعهم عرايا تغطي أجسادهم قذارتهم والذباب وفي حالة أقرب إلى الموت.
"وجدوا أجساماً ممدة على الأرض." ذكر العريف الأمريكي ميتشل غبسون "تصوروا أن الأطفال موتى، عليه قذفوا بكرة سلة نحوهم في محاولة لجلب انتباههم... تحرك بالكاد أحدهم وهو يرفع رأسه ليعود إلى وضعه الساكن."
أضاف غبسون أن أحد الأطفال "كان جسمه مغطى بآلاف الذباب، غير قابل لتحريك أي جزء من جسده. وكان علينا أن نحمله برفق وبشكل يحفظ سلامة رأسه وننقله بطريقة سليمة... الشيء الوحيد الذي كان يتحرك فيه عيناه، بينما كان الذباب ينتشر في: فمه، عيناه، أنفه، أذنه وفي كل مكان من جسده الممد على الأرض."
وصف عضو آخر في الدورية الأمريكية هذه الحادثة بالمدمّرة "كان الأطفال مربوطين، عرايا، تغطيهم البراز." وأضاف بأنهم وجدوا مطبخ الملجأ مليئاً بالطعام، علاوة على الملابس الجديدة في غرفة المخزن. ويعتقد الجنود الأمريكان أنها كانت مباعة للأسواق المحلية بدلاً من توزيعها على الأطفال الضعفاء والمعوقين. أغاظت هذه الحادثة حنق آباء أطفال الملجأ. "لو كنا نعيش في بلد بحالة اعتيادية كنت سأرفع قضية ارتكاب جرائم ضد المسؤولين بحق أطفالنا... لكننا نعيش في فوضى تامة،" قالها أب لطفلين في الملجأ المذكور.
رفض الأب تعريف هويته. ترك طفليه في الملجأ بعد أن أصبح معوقاً قبل سنتين تقريباً. "ماذا نستطيع أن نفعل؟ أصبحا عبئاً ثقيلاً علينا. قررنا إرسالهما إلى الملجأ ولا زلنا غير قادرين على إعادتهم بسبب ظروف حياتنا الشاقة،" حسب قوله.
اختفت مسؤولة الملجأ ومعها اثنتان من المستخدمات، بينما ألقي القبض على اثنين من حراس الملجأ. وعلى أي حال، تم نقل الأطفال إلى ملجأ آخر يمتاز بالنظافة والرعاية الجيدة للأطفال. رغم أن هذا الاكتشاف الغريب نبّه إلى خراب الخدمات الاجتماعية وبنية العائلة في البلد الذي مزّقته الحرب.
"لم يكن الطفل أبداً في وضع أكثر صعوبة وخطورة مما هو عليه في عراق اليوم.... ظروف الصراع المستمر وتشرد العائلات تضع الآن حياة الأطفال في خطر، بخاصة الأطفال ممن ليس عندهم من معيل...،" حسب تصريح اليونيسيف تعقيباً على الجريمة النكراء.
أشارت المنظمة الأممية للأطفال كذلك إلى مشاكل كثيرة تقلق أوضاع أطفال العراق: النقص الخطير في مؤشرات مناعة نمو الطلاب، انحدار مستويات التعليم، تدهور الرعاية لمرحلة ما قبل الولادة وبعدها، بينما "تستقبل الملاجئ الأطفال يومياً بسبب العنف."
مع إدراك بلية الأطفال ممن يُتركون بلا معيل، بدأ الكثير من العراقيين تقديم خدمات اجتماعية حيوية مجانية بالاعتماد على سخاء الأصدقاء والجيران. إن الشيء الوحيد الذي يحفظ استمرار حياة الملاجئ في بغداد هو طيبة الناس المدنيين، حسب مقالة في AFP.
حسام حسن (37 عام) متطوع يرعى بحدود 30 طفلاً في منزل تحت مسؤوليته وبتمويل خاص بعد أربع سنوات من عمله متطوعاً مع منظمة غير حكومية أنشأت عام 2003 لرعاية الأطفال اليتامى واضطرت إلى التوقف لأسباب مالية. الملجأ يمتاز بالنظافة وأطفاله (5-6 سنوات) بصحة جيدة. يعمل المتطوعون في الملجأ على تعليم الأطفال القراءة والحساب، يلعبون معهم ويخيطون ملابسهم ويعدون طعامهم.
ويعتمد الملجأ على تبرعات أهل الخير. "عندما فتحت هذا البيت/ الملجأ قبل أربعة أشهر فعلت كل ما باستطاعتي للحصول على دعم الحكومة... لكني لم أتلق أي استجابة." ويقول حسن أن بعض الأطفال في الملجأ فقدوا الوالدين في الحرب، لكن أغلبيتهم حصيلة الطلاق في ظروف انهيار المجتمع العراقي وتصاعد أعداد البيوت التي تنهار اجتماعياً.
تثير ملاحظاته سؤالاً خطيراً: على من تقع مسؤولية محنة هؤلاء الأطفال؟ إهمال حكومة الاحتلال الطائفية العاجزة في بغداد أم الاحتلال ذاته الذي بخس حياة العراقيين بكل الوسائل الممكنة!؟
مممممممممممممممممممممممممـ
Iraq orphan s’ ordeal: Who is to blame?, By: Ahmed Abdulla, Aljazeera.com- 25 June 2007.
ترجمة عبد الوهاب حميد رشيد



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاروق قدومي: منظمة التحرير الفلسطينية سلطة غير شرعية مظللة
- المخفي من أسرار فضائح أبو غريب تقترب من الانفجار
- المحتل الأمريكي يدمّر العراق في ظل الحصانة
- العراق: الإجراءات الأمنية الصارمة تمنع دخول المساعدات الإنسا ...
- العراق: ورطة اللاجئين تزداد سوءً مع فرض الأردن وسوريا قيوداً
- الأمم المتحدة: مشردون عراقيون يقيمون في مخيمات رديئة جداً
- العراق- العنف يحشر المسيحيين في زاوية ضيقة
- إنها كانت فقط.. ممارسات متطابقة مع الإبادة الجماعية!!
- بغداد عطشى.. أزمة مياه الشرب!
- القتال في لبنان.. إعادة تشريد المشردين
- استطلاع الرأي العام الأمريكي: الولايات المتحدة لن تكسب حرب ا ...
- القوات العراقية تطوق عمال النفط المضربين.. رئيس حكومة الاحتل ...
- العراق: الحروب.. غياب الاستقرار.. وتلوث البيئة
- تفاقم أعداد المشردين العراقيين إلى 4.2 مليون.. نمو سريع لمدن ...
- الولايات المتحدة مستمرة ببناء القواعد العسكرية في العراق
- العراقيون يُجمّلون جدران التمييز العنصري
- 800 ألف مسيحي تمتعوا بالحماية في ظلّ النظام العراقي السابق.. ...
- القائد السابق للجيش البريطاني.. لا يمكن كسب الحرب في العراق
- المذبحة السرية في العراق.. الهجمات الجوية للقوات المحتلة قتل ...
- جراحات حرب العراق.. تغوص عميقاً في نفوس الأطفال


المزيد.....




- ما الذي تعنيه وشوم أحد أخطر سجناء العالم الموجودين في -سيكوت ...
- دراسة جديدة تكشف: السعودية كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة ...
- مشهد يتكرّر 17 مرة في اليوم.. زوار محطة باليابان ينتظرون هذه ...
- بعد تصريح ماكرون.. ساعر يعلق على الاعتراف بدولة فلسطينية -وه ...
- المتربع على عرش الأثرياء العرب 2025.. قائمة فوربز تكشف
- المغرب.. هجوم سيبراني على مواقع حكومية يؤدي لتسريب بيانات حس ...
- اكتشاف مختبر سري لتصنيع المخدرات في بطرسبورغ (فيديو)
- ماذا نعرف عن جماعة أولي البأس التي ظهرت جنوب سوريا وهل هي فع ...
- مُبادرةُ المعارضة ….. ومَـــــــــــــكْــــــرُ الحكومة
- ترامب يهدد مجددا بعمل عسكري ضد إيران بـ-مشاركة إسرائيل-


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - محنة أطفال الملاجئ العراقيين.. على من يقع اللوم؟