|
رد الى: حسن حمدان - أنور نجم الدين
- رد الى: حسن حمدان
|
العدد: 751755
|
أنور نجم الدين
|
2017 / 11 / 8 - 09:31 التحكم: الكاتب-ة
|
أسئلتك مهمة جدًا بصدد ثورتي الكومونة الفرنسية والسوفييتات الروسية التي لم تكن سوى إعادة الذاكرة التاريخية للثورة الاولى، ثورة الكومونة. وسأحاول الإجابة على اسئلتكم من خلال النقاشات التي دارت بين ماركس وزاسوليتش في القرن التاسع عشر، والنقاشات التي دارت بين لينين و روزا لوكسمبورك في القرن العشرين حول الثورة المقبلة في روسيا: هل كان العالم ينتظر ثورة ذات طابع فرنسي في روسيا، كما يقول ماركس، أم ثورة برجوازية كما يقول لينين؟
أولآً: الكومونة
على الارجح يكفي ان نعيد نشر ما قمنا بنشره اعلاه بصدد الكومونة.
يقول ماركس:
الكومونة هي تحرير العمل الذي هو هدفها العظيم، -بكونها تقضي على عمل طفيليي الدولة الضار وغير المنتج، وتلغي الأسباب التي يضحي بموجبها بنصيب كبير جدًا من النتاج الوطني لاجل اشباع المسخ –الدولة (كارل ماركس).
(لم تكن الكومونة ثورة ضد هذا الشكل أو الآخر من السلطة، شرعي، دستوري، جمهوري أو ملكي. انها ثورة ضد الدولة نفسها ... وهي لم تكن ثورة لنقل السلطة من فئة من الطبقة المسيطرة إلى أخرى بل ثورة لكسر طوق هذا الجهاز الرهيب للسيطرة الطبقية، كارل ماركس).
ثانيا: رأسمالية الدولة
ما هدف لينين من رأسمالية الدولة، أي الاشتراكية الروسية المزعومة؟
يقول لينين:
(كيف يتم ذلك إنهم لا يمكنهم أن يروا أن عدونا هو الملاك الصغير، ورأس المال الصغير، كيف يعتبرون أن رأسمالية الدولة هي العدو الرئيسي؟ إنه لا يجوز بالنسبة لهم أن ينسوا أن عدونا الرئيسي في مرحلة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية هو البرجوازية الصغيرة) (لينين).
أما ماركس فيقول:
(هل يعنون بذلك هذا الشكل من الملكية، السابق للملكية البرجوازية، أي ملكية البرجوازي الصغير والفلاح الصغير؟ ان كانت هذه هي الملكية التي يعنونها، فليس لنا، نحن الشيوعيين، ان نمحوها ونزيلها، لان رقي الصناعة قد محاها أو يمحوها يومًا فيومًا) (كارل ماركس).
ولكن مع ذلك، علينا أن نسأل أنفسنا: هل كانت روسيا تعيش -اقتصاديًا- ظروفًا مماثلة لاوروبا الرأسمالي في القرن العشرين، كما تقول روزا لوكسمبورك في خلافها مع لينين، أم انها كان بلد فلاحي، لم يكن الحديث فيه ممكنًا عن الثورة الاشتراكية، حسب لينين؟
ثالثاً: ماركس والاقتصاد الروسي قبل انقلاب اكتوبر
في القرن التاسع عشر، يكتب ماركس ويقول:
(ان روسيا لا تعيش في عزلة عن العالم المعاصر .. وإذا ما حاول انصار النظام الرأسمالي الروس ان ينكروا الامكانية النظرية لمثل هذا التطور، لسألتهم: هل كان على روسيا، يا ترى، لكي تستعمل الآلات والبواخر، والسكك الحديدية، وما إلى ذلك، ان تمر، من كل بد، مثل الغرب، عبر دور الحضانة المديد من تطور الإنتاج الآلي؟ وليوضحوا لي في الوقت نفسه كيف استطاعوا ان يدخلوا عندهم، دفعة واحدة كل آلية التبادل (المصارف، وشركات التسليف، وما إلى ذلك) التي تطلب انشاؤها في الغرب قرونًا وقرونًا؟ ... ولأجل انقاذ المشاعة الروسية، لا بد من ثورة في روسيا. بيد ان الحكومة الروسية و-اقطاب المجتمع الجدد- يبذلون كل ما في وسعهم لأجل اعداد الجماهير لهذه الكارثة. وإذا نشبت الثورة في الوقت المناسب، وإذا ركزت جميع قواها، لكان تؤمن تطور المشاعة الريفية تطورًا حرًا، فان هذه الاخيرة سرعان ما تصبح عنصرًا لنهضة المجتمع الروسي وعنصرًا للتفوق على البلدان الخاضعة لنير النظام الرأسمالي) (كارل ماركس، المسودة الاولى للرد على رسالة ف . أ . زاسوليتش).
ثم يقول ماركس:
(عند وقوع ثورة 1848 - 1849، كان ملوك أوروبا وكذلك برجوازيتها، يرون في تدخل روسيا الوسيلة الوحيدة للنجاة من البروليتاريا التي بدأت تستيقظ، فكانوا يعلنون القيصر زعيم الرجعية في أوروبا. أما اليوم فالقيصر في غاتشينا أسير حرب الثورة، واصبحت روسيا في طليعة الحركة الثورية في أوروبا. كان -البيان الشيوعي- يستهدف انقلاب الزوال المقبل والمحتوم للملكية البرجوازية الحالية. ولكن في روسيا، إلى جانب الرأسمالية التي تتطور بسرعة شديدة، وإلى جانب ملكية الارض البرجوازية التي أول ما بدأت تنشأ وتتطور، نرى أن أكثر من نصف الارض هو ملك مشاع بين الفلاحين. فالمسألة تنحصر، اذن، في ان نعرف: أبوسع الملكية المشاعية عند الفلاحين الروس -التي هي شكل متفكك جدًا من ملكية الارض المشاعية البدائية- ان تنتقل بصورة مباشرة إلى شكل أعلى، شيوعي لتملك الارض، أم ينبغي ان تتبع في باديء الامر طريق الانحلال الذي عاناه التطور التاريخي في الغرب؟ ان الجواب الوحيد الذي يمكن اعطاؤه على هذا السؤال في الوقت الحاضر هو: اذا أدت الثورة الروسية إلى نشوب ثورة بروليتارية في الغرب، وكانت الثورتان احدهما تتمم الاخرى، فان ملكية الارض المشاعية الحالية في روسيا يمكن ان تكون نقطة انطلاق لتطور شيوعي- (مقدمة الطبعة الروسية الثانية، بيان الحزب الشيوعي).
(لا لزوم للمرء ان يكون اشتراكيًا لكي يتنبأ بالثورات الدموية المقبلة في روسيا والمانيا والنمسا ولربما ايضًا ايطاليا إذا ما تمسك الايطاليون، كما من قبل، بالسياسة التي ينتهجونها الآن. وقد تقع احداث الثورة الفرنسية من جديد في هذه البلدان. وهذا واضح لكل من يلم بالسياسة) (من مقابلة بين كارل ماركس ومندوب الجريدة الامريكية (CHICAGO TRIBUNE) في النصف الاول من كانون الاول (ديسمبر) 1878، بصدد الثورة الاشتراكية، دار التقدم، موسكو، ص 277).
هذا هو الاختلاف الجذري بين ماركس ولينين، كما وبين الثورة الكومونية في ألمانيا والنمسا وروسيا وبين انقلاب اكتوبر. تحياتي
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
انور نجم الدين - باحث ونصير حركة الكومونة - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أكتوبر 1917، ثورة اشتراكية أم انقلاب سياسي؟ / أنور نجم الدين
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
طوفان عيوب في حرب الإسناد
/ محمد علي مقلد
-
جذرية ميلنشون ومراهقة كوشنر وعدوانية ناتو بايدن هاريس الابا
...
/ احمد صالح سلوم
-
السودان ومأزق البيوتات الانتهازية والأحزاب الأسرية، برز الثع
...
/ عبير سويكت
-
تدمير حزب الله والهة قريش وفارس المزيفة اكبر بوابة لتحرير ال
...
/ مكسيم العراقي
-
اشتر لنفسك قطارا
/ كاظم فنجان الحمامي
-
التوتاليتارية الرأسمالية الدينية - ص
/ طلعت خيري
المزيد.....
-
-حقبته على وشك الانتهاء-.. أكاديمي إماراتي يعدد ما -يجب على
...
-
مصر.. نجيب ساويرس يُعلق على موقفه من هجمات -7 أكتوبر-
-
زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب قبالة سواحل نيوزيلندا
-
كيم كارداشيان ترد على أخبار ارتباطها بنجم ريال مدريد!
-
احجز تذكرتك الآن.. موعد مباراة السعودية واليابان وطريقة حجز
...
-
ارتفاع مفاجئ في سعر الذهب اليوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2024
المزيد.....
|