أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - عبد السلام أديب - باحث يساري ومناضل نقابي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: نمط انتاج رأسمالي في مفترق الطرق: الاشتراكية أم البربرية؟ / عبد السلام أديب - أرشيف التعليقات - رد الى: أنور نور - عبد السلام أديب










رد الى: أنور نور - عبد السلام أديب

- رد الى: أنور نور
العدد: 574476
عبد السلام أديب 2014 / 10 / 2 - 19:08
التحكم: الكاتب-ة

تحية للرفيق أنور نور، تسألني عن طبيعة الديموقراطية البرجوازية، وتطلب مني عقد مقارنة بين طبيعة الديموقراطية البرجوازية وبين ما ساد خلال التجارب الاشتراكية خصوصا في عهد ستالين في الاتحاد السوفياتي. كما تستعمل نفس مصطلحات الدعاية البرجوازية بخصوص الديكتاتورية والشمولية.

في البداية وكما أشرت في معرض جوابي على سؤال السيدة لمياء الرايس أن المنظومة الرأسمالية هي غير المنظومة الاشتراكية ويبدأ ذلك من طبيعة الدولة البرجوازية التي تعتبر أداة سياسية طبقية هدفها هو الحفاظ على علاقات الانتاج الطبقية المختلة كما هي وقمع كل محاولة لتعديل هذا الوضع الاجتماعي الطبقي. أما في اطار سيرورة الثورة البروليتارية حينما تتمكن هذه الأخيرة من احراز الانتصار عبر ثورتها العنيفة وانتزاعها للسلطة بالقوة من الطبقة البرجوازية ومن تم فرض ديكتاتورية البروليتاريا، فإن جهاز الدولة يصبح بمثابة نصف دولة لأن وظيفة الدولة آنذاك تصبح هي القضاء على النظام الطبقي وعلى جميع أشكال الاستغلال. وعند تحقق هذه الغاية تنمحي الدولة تلقائيا.

لقد ذكرت بهذه الاشياء نظرا لأنك تتساءل عن طبيعة الديموقراطية البرجوازية وتحاول ان تبحث عن مثيلتها في اطار المجتمع الشيوعي، بينما لا علاقة البثة بين المجتمعين. فالديموقراطية البرجوازية مجرد شعارات حرفت هذه الاخيرة المفهوم الديموقراطي الذي كان سائدا منذ عهد اليونان وهو -سلطة الشعب- الى مجرد توفير بعض الحقوق والحريات السياسية كالاقتراع العام وحرية التعبير والاجتماع. لكن هل يكفي اعتماد هذه الحقوق والحريات للقول بتوفر الديموقراطية الحقيقية أي أن سلطة القرار السياسي والاقتصادي هي بيد الشعب وليس بيد الاقلية البرجوازية؟.

ثم هل يكفي تنظيم انتخابات من اجل تجديد الاغلبية البرلمانية والفريق الحكومي كل ستة سنوات للقول بتوفر ديموقراطية حقيقية، ونحن نعلم أن الاغلبية والحكومة حرة وغير ملزمة بالوعود التي يتم تقديمها خلال الحملة الانتخابية؟ ولنا مثال في حكومة بنكيران المغربية التي يقودها حزب العدالة والتنمية الاسلاموي منذ 25 نونبر 2011 حيث قامت هذه الحكومة بالعكس تماما لما وعدت به الاحزاب المكونة للائتلاف الحكومي.

ثم أين هي الديموقراطية حينما تعمل اللوبيات الاقتصادية القوية مثل لوبي الباطرونا المغربية، الاتحاد العام لمقاولات المغرب، على الالتفاف والضغط من أجل استصدار قرارات لاشعبية تخدم رأس المال على حساب الجماهير العمالية؟

ثم أخيرا أين هي الديموقراطية وأين هي سلطة الشعب حينما تسلب الجماهير الشعبية من كامل سلطتها الاقتصادية والتي تشكل القاعدة المادية للسلطة السياسية؟ خصوصا عندما تتواطؤ الحكومات مع المؤسسات المالية الدولية من أجل تفريغ تكاليف الازمة على كاهل أوسع الجماهير العمالية والفلاحين الفقراء أو رفع المعدلات الضريبية على ذوي الدخل المحدود واعفاء اصحاب الثروات والعفو عن ناهبي الملايير منها ورفع جميع اسعار المنتجات والخدمات والغاء نظام الدعم عنها وحرمان هذه الجماهير وابنائها من المرافق العمومية المجانية كالتعليم والصحة ... الخ.

ان الديموقراطية البرجوازية سواء في المغرب أو فرنسا أو الةلايات المتحدة الامريكية أو السويد فوظيفتها واحدة وهي الحفاظ على النظام الطبقي القائم وعلى علاقات الانتاج المختلة، وحيث تشكل الآليات الديموقراطية البرجوازية مجرد ايديولوجية للحفاظ على استمرارية النظام وتقوم بنفس الوظائف التي تقوم بها الآليات القمعية المادية للدولة لارغام الطبقات الشعبية المحكومة على الاستمرار في خنوعها المطلق لارادة التحالف الطبقي الحاكم وخدمة مصالحه.

أما ما حدث خلال الموجة الثورية الأولى انطلاقا من سنة 1917، فان الصراع الطبقي الذي قام في ظل ديكتاتورية البروليتاريا من أجل محو التفاوت الطبقي كان قويا وتضافرت فيه قوى الثورة المضادة داخليا وخارجيا بالاضافة الى الحرب الاهلية الى غاية 1928 ومؤامرات التروتسكيين والبرجوازية الصغرى بتحالف مع القوى الفاشية اضافة الى الحرب العالمية الثانية، فلم تترك لديكتاتورية البروليتارية تحت قيادة الرفيق ستالين المجال لحسم الصراع لفائدة البروليتاريا، فتم اغتيال ستالين بالسم وتحويل الاتحاد السوفياتي منذ 1953 الى رأسمالية الدولة تم داخلها اخضاع البلاد الى تحالف طبقي جديد اعاد الرأسمالية الى روسيا بكامل ابعادها.

إذن فلا وجه للمقارنة بين طبيعة الديموقراطية البرجوازية والديموقراطية العمالية التي تحدث نتيجة سيرورة طويلة تنتصر فيها ديكتاتورية البروليتاريا في محو الطبقات والانتقال الى المجتمع الشيوعي.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عبد السلام أديب - باحث يساري ومناضل نقابي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: نمط انتاج رأسمالي في مفترق الطرق: الاشتراكية أم البربرية؟ / عبد السلام أديب




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - طوفان عيوب في حرب الإسناد / محمد علي مقلد
- جذرية ميلنشون ومراهقة كوشنر وعدوانية ناتو بايدن هاريس الابا ... / احمد صالح سلوم
- السودان ومأزق البيوتات الانتهازية والأحزاب الأسرية، برز الثع ... / عبير سويكت
- تدمير حزب الله والهة قريش وفارس المزيفة اكبر بوابة لتحرير ال ... / مكسيم العراقي
- اشتر لنفسك قطارا / كاظم فنجان الحمامي
- التوتاليتارية الرأسمالية الدينية - ص / طلعت خيري


المزيد..... - احذر فرك العين المتكرر يسبب لها هذه المشكلات
- الخارجية الروسية تعلق على فكرة عضوية أوكرانيا في الناتو
- هل ستلتقين بوتين؟.. كامالا هاريس تجيب (فيديو)
- خطة إسرائيلية لـ-حماس- ومخطط لـ-لغزة-!
- روسيا تضع قوائم بأسماء المرتزقة الأجانب في أوكرانيا
- الجيش الإسرائيلي يعلن عن اغتيال أحد قادة حزب الله باستهدافه ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عبد السلام أديب - باحث يساري ومناضل نقابي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: نمط انتاج رأسمالي في مفترق الطرق: الاشتراكية أم البربرية؟ / عبد السلام أديب - أرشيف التعليقات - رد الى: أنور نور - عبد السلام أديب